أخر الاخبار

عولمة الوعي بين الانترنت و المعلوماتية - pdf

عولمة الوعي بين الانترنت و المعلوماتية
هناك من لا يرى في العولمة أي جديد ، وهناك من يراها ظاهرة إنسانية جديدة تماما لم تعهد البشرية مثيلاتها من قبل ، فهي بذلك تكون إيديولوجية تطرح حدودا أخرى غير مرئية ترسمها الشبكات العالمية بقصد الهيمنة على السوق والأذواق والفكر والسلوك أطلق عليها أنها رأسمالية تكنولوجية معلوماتية . ومن منظور معلوماتي فإن العولمة يمكن أن ترى من خلال ثنائية الوجود الزمن / المكان ، في البداية كانت العولمة على خط غرينتش واليوم العولمة تمتد على طول تكنولوجيا الإتصالات والشبكات المختلفة للمعلومات والألياف الضوئية لتدخل المكان في إطار العولمة ، لتصبح العولمة المعلوماتية أحداثا تنتشر في إطار زمان محدد لتنتشر عبر مكان معين دون الأخذ في عين الاعتبار الفوارق المكانية والحدود الجغرافية (23) بحيث تبدو العولمة المعلوماتية في المحرك الأساسي : الابتكار التكنولوجي في مجال تكنولوجيات المعلومات . وعلى الرغم أن العولمة أخذت شكلا إقتصاديا في بداية ظهورها إلى أن التطورات التكنولوجية العالمية قد نحت بها إلى طرح قضية العولمة في أنساق أخرى كالمعلوماتية والتجارة الإلكترونية ، بحيث صار بوسع المستفيدين الحصول على المعلومات من أي مكان في العالم عبر إستثمار تكنولوجيا الاتصال الحديثة من خلال شبكة الأنترنت والتي أصبحت تمثل نموذجا عالميا مثاليا للعولمة المعلوماتية يتاح للأفراد التواصل دون أي عوائق بينهم مما يسمح بالتداول الحر للمعلومات ومن هنا تبدأ الأهمية الحقيقية للعولمة المعلوماتية . ولذا يمكن القول أن العولمة المعلوماتية هي ذلك الشكل من أشكال التواصل الإنساني عن طريق توظيف تكنولوجيا المعلومات والإتصالات في إلغاء حدود الزمن والمكان . إن العولمة المعلوماتية تعتبر إحدى أهم النقاط السلبية التي تنجر عن الانخراط في ركب مجتمعات المعلومات ، وذلك لسبب بسيط هو أن حرية الولوج التي ينادي بها هذا المجتمع قد تتحول إلى جانب غاية في السلبية في حالة ما إذا جلب المد المعلوماتي فيما جلب معه عولمة معلوماتية تقود جوانب الحياة وتعو لم أنماط التفكير مع المعلومات ، بل وتفرض تحديات جديدة على الأخصائيين في ميدان المعلومات . 2- أبعاد العولمة على الجانب المعلوماتي : للعولمة المعلوماتية أبعاد متعددة وأهمها على الإطلاق ما ارتبط بالجانب المعلوماتي في حد ذاته ، ولربما يطرح السؤال حول العلاقة بين العولمة وأبعادها المعلوماتية المختلفة والتي تتجلى كشكل أساسي في الفجوة المعلوماتية ، هذه الأخيرة التي تعتبر من بين أهم إفرازات ثورة التكنولوجيا والتعدد الرقمي ، والسر هنا يكمن في أن الطريق إلى تحقيق العولمة لابد أن يمر من باب اسمه المعلومات ، والدول الغربية ومن أجل ضمان رعاية مصالحها ، ستكون مجبرة على الحفاظ على الوضع الحالي والمتردي للدول النامية وإبقاؤه على ما هو عليه لعقود أخرى إلى الأمام ، بحيث تحافظ على موقعها الريادي والاستراتيجي في العالم الحديث ، والفجوة الرقمية هي الحل …*الفجوة الرقمية : الفجوة المعلوماتية هي ذلك الفاصل الذي يقف بين دول العالم المتقدم ودول العالم المتخلف في مجالات متنوعة أهمها المجال المعلوماتي ، ويمكن القول أن الفجوة الرقمية تعد إحدى أهم المشكلات التي يعاني منها عالمنا المعاصر ليس فقط لأن قضية التطوير والتنمية المعلوماتية تعتبر الأكثر أهمية لدول العالم ، بل لأن هذه الفجوة تتسع يوما بعد يوم ، ويصبح المشكل أكثر تعقيدا إذا تذكرنا أن الدول المتخلفة اليوم هي التي دخلت عالم الثورة الصناعية متأخرة ( وكثير منها لم يدخلها بعد ) ، والدول المتخلفة غدا هي بالتأكيد تلك التي ستدخل الثورة المعلوماتية متأخرة مرة أخرى ،وتزداد القضية جدلا كلما تم ربطها أكثر بظاهرة العولمة التي تعتبر أحد أهم العناصر التي تزيد من حدة الوضع بفرضها لأنماط اقتصادية وثقافية تساهم بدل الارتفاع بالدول النامية إلى الانخفاض بها ،فالعولمة تكرس فقط للقوى الاقتصادية الكبرى التي يمكنها أن تستفيد من مزايا الانفتاح العالمي لأغراض التطوير العلمي والاقتصادي أما الكيانات الصغيرة الأخرى فمصيرها سيكون بالتأكيد التخلف عن سير مجتمعات المعلومات ، وقد حذرت اليوم منظمة الأغذية والزراعة ” فاو ” من أن ثورة المعلومات قد أهملت تماما نحو مليار شخص ، الأمر الذي أدى إلى خلق فجوة رقمية تعوق عملية التنمية . وذكرت المنظمة أن هناك ما يقدر بمليار شخص لم يستفيدوا من التحول في نظم المعلومات العالمية واستنادا إلى مدير المكتبة والنظم التوثيقية لدى المنظمة أنطون مانغستل ، فهناك ” فجوة رقمية ريفية ينبغي معالجتها ” . (24) *العولمة المعلوماتية والأمية المعلوماتية : يعتبر مصطلح الأمية من المصطلحات الرحبة الفضفاضة ، فليست الأمية هي فقط عدم القدرة القرائية أو الكتابية بل هناك العديد من القراءات التي توضح هذا المفهوم . ففي ظل هذه الطفرة المعلوماتية التي تحيط بالكيان المعرفي ، قد نشأت الأمية الحاسوبية ( computer illiteracy ) والتي توضح عدم قدرة بعض المتعلمين على التعامل مع الحاسب ، كما أن هناك الأمية المعلوماتية ( information illiteracy ) والتي تشير بشكل أو بأخر إلى عدم قدرة 
👈 تحميل الكتاب

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -